بالأمس، تمت تسمية مسلسل "أصدقاء" ("فريندز" Friends) باعتباره برنامج التلفزيون الأكثر شعبية عند الشباب في المملكة المتحدة.
لا، لسنا في عام 1999. لقد أعطانا المسلسل عبارات مأثورة صالحة تبقى مع الزمن مثل "كُنّا في راحة" و"كيف حالك أنت؟"، كما أطلق ما لاحصر له من قصّات الشعر التي تبقى اليوم مرغوبة مثلما كان حالها قبل 20 سنة.
لكن من شملهم مسح مؤسسة "تشايلد وايز" Childwise لصالح تقريرها الأخير عن الشباب الصغار والإعلام العام، لم يكونوا قد وُلِدوا عندما بُثَّ مسلسل "أصدقاء" للمرّة الأولى. في المقابل، تم تجديد ذلك المسلسل الكوميدي ليتوافق مع الزمن الحاضر بعد إضافته إلى المحتوى الذي تبثّه شركة "نتفليكس" Netflix المتخصصة بالبث التدفقي لأشرطة الفيديو Video Streaming على الإنترنت. وأدّى ذلك دوراً محوريّاً في صنع قاعدة جماهيرية جديدة له بين الشباب المعاصر.
يمثّل "فريندز" قصة نجاح غير تقليدي في خدمة البث التدفقي. إذ رافق إطلاقه على منصة البث التدفقي، موجة من الانتقاد من جمهور مشجعيه السابقين الذين أدانوه بالذكوريّة، وكراهية التواصل الإنساني، ونكاته التي تضرب على وتر الكراهيّات المختلفة، إضافة إلى افتقاده للتنوّع وهو أمرٌ صار نادراً في التلفزة حاضراً.
على الرغم من ذلك، تبيّن أن مسلسل "فريندز" هو مادة المشاهدة المفضلة لدى الجيل الشاب الذي يشار إليه بمصطلحات مثل "جيل إكس" و"ووك"، وهو أمر غير مفهوم، إلا إذا تبيّن أن الأصغر سناً حاضراً ليسوا متمسكين بقوّة بمبادئهم، وهو الأمر الذي تم توخيه في تنشئتهم (وأنا لديّ شكوك في ذلك).